أثري أم "مضروب"..  تمثال "كاهن الإله مونتو" حائر بين النشر العلمي وتصنيف الآثار

تمثال "كاهن الإله مونتو"
تمثال "كاهن الإله مونتو"

يقبع تمثال "كاهن الإله مونتو" حائرا في غياهب أبيدوس يبحث عن إعتراف شرعي بهويته منتظرا مصيره الغامض بعد هذا التضارب الحادث بين النشر العلمي للتمثال الذي يصنفه أثرا ولجنة المجلس الأعلى للآثار التي تعتبره مجرد قطعة فنية سيتم إيداعها بمتحف سوهاج القومي يوم ٢ مايو القادم ٢٠٢٣ للعرض داخل أروقة المتحف.

حكاية التمثال

الحكاية تبدأ عندما عثر على هذا التمثال خلال أعمال حفر لأساسات السور الذي نفذه المجلس الأعلى للآثار حول الموقع الأثرى بجنوب أبيدوس في منتصف عام 2010 ونظر لرغبة أحد أهالي تلك المنطقة في الاستيلاء على هذا التمثال من خلال محاولته التعدى على عامل الحراسة المكلف بمراقبة أعمال الحفر هذه وقد تم تحرير محضر بمحاولة التعدي من قبل هذا المواطن بقسم شرطة السياحة والآثار بابيدوس وتم تحريز التمثال بمعرفه لجنة أقرت بأثريته نظرا للعثور عليه من خلال أعمال الحفر التي تمت بمعرفة إدارة الآثار بالمنطقة وبعد انتهاء أعمال التحقيقات بمعرفة النيابة بناء على المحضر المحرر أوصت النيابة بإيداع التمثال محرزا بالمخزن المتحفى بالشيخ حمد.

أقرأ أيضا :- «الأعلى للأثار»: تسجيل 87 قطعة أثرية بعد أن سلمهم مواطن للوزارة

مفاجأة!

بعد ذلك ومن خلال الإجراءات تجاه تلك الأحراز أبدت لجنة من المخزن بعدم أثرية التمثال وتم إعادة فحص التمثال بمعرفة أحد اللجان التي زارت المخزن وأملت هى الأخرى بالموافقة على مبدأ عدم أثريته على اعتبار أن التمثال حضر إلى المخزن من خلال حرز قضية ودون الإدراك للظروف والملابسات التى عثر خلالها على التمثال وموقع وموطن العثور عليه بأبيدوس.

 

ولم تبد أياً من تلك اللجان بالأسباب والأسانيد التي دفع بها إلى وجهة النظر سواء نواحي فنية أو مراجعة أثرية لنصوص النص الموجود على بدن التمثال وأيضا دون المرافعة بالأسباب التي تنفي عن تمثال وجد بأبيدوس في موطنه أو إلى شكليات النص وطبيعة اللون الأزرق المدون به نص الكتابة أو تشير إلى اسم صاحب التمثال المدون بالنص أو إلى طبيعة وظيفته.

 

كل ما فعلته تلك اللجنه المفترض عن عملها الحرفية والدقة والأمانة باعتبارها لجنة عليا تضم شخصيات بارزه من قيادات الآثار هو أنها كتبت تقريرا يفيد بأن التمثال غير أثري وقررت إيداعه متحف سوهاج للعرض تحت مسمى مقتيات أثرية فائقة الدقة وليس كقطعة أثريه كان يقتضي الحال تسجليها بعد فض حرزها وإيداعها المتحف للعرض المتحفي نظرا لدقتها ووجود نص يتضمن أهليه التمثال ووظيفه صاحبها وتقرر لذلك الترحيل القصري للتمثال يوم ٢ مايو المقبل ٢٠٢٣.

أسئلة مشروعة

 ماحدث يزيد من الشكوك لدى البعض من إحتمالية تبديل التمثال المكتشف بحفائر أبيدوس لنسخة طبق الأصل فائقة الجودة.


ويطرح عدد من الأسئلة والاستفسارات حول كيفية قيام أحد الباحثين بنشر علمي للتمثال المستخرج من أرض أثرية دون موافقة اللجنة الدائمة؟.


وهل أخطأ الباحث الأمريكي المتخصص في الآثار بجامعة بنسلفانيا في النشر العلمي عن التمثال الذي يحمل نص هيروغليفي فريد مدون باللون الأزرث وهو ما يعني انتماء التمثال لعصر الدولة الحديثة ويحمل لقب كاهن الإله مونتو؟.


وإذا كان هناك قطع أخري من حفائر بعثات ومسجل أن هذه البعثات أقرت بعدم أثريتها فكيف تم تسجيلها؟.